يعتبر جسم الانسان نظام متكامل معقد التركيب ، إذ إن الخالق جل وعلا مدّه بمجموعة من الأجهزة التي تعمل بتناسق وتآزر فيما بينها للقيام بالوظائف الحيوية اللازمة للحياة ، وبالتالي الحفاظ على صحة وحياة الإنسان ، حيث إن أي خلل أو عطل في جهاز من هذه الأجهزة قد يؤدي إلى الوفاة ومن هذه الأجهزة الجهاز التنفسي (بالإنجليزية: respiratory system). وتكمن وظيفته الأساسية في عملية التنفس وهي عملية حيوية هامة في إنتاج الطاقة وإستمرار الحياة ، إذ يقوم الجهاز التنفسي بتزويد خلايا وأنسجة وأعضاء الجسم المختلفة بالأكسجين حتى تقوم بأنشطتها ووظائفها بالشكل المطلوب ، وفي المقابل يخلصها من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار والذي ينتج عن عمليات الأكسدة التي تتم في الجسم.
-
كيف تتم عملية التنفس
جميع الثديات ومنها الإنسان على وجه الخصوص تتنفس الهواء الجوي بواسطة الرئتين وتتميز بوجود الحجاب الحاجز الذي يمتد في التجويف الصدري تحت الرئتين ويفصل منطقة الصدر عن منطقة البطن. وعندما ينقبض الحجاب الحاجز ويمتد إلى الأسفل فإن التجويف الصدري يتسع فيقل الضغط في الرئتين مما يؤدي إلى إندفاع الهواء من خارج الجسم عبر فتحات الأنف في عملية تسمى الشهيق حيث يتم التبادل الغازي فيأخذ الدم الأكسجين ، ويطرح ثاني أكسيد الكربون الذي يطرد إلى خارج الجسم بفعل عودة الحجاب الحاجز إلى وضعه السابق مسببا ضغط على الرئتين يؤدي إلى طرد الهواء منها في عملية الزفير.
-
مكونات الجهاز التنفسي
يتألف الجهاز التنفسي من مجموعة من الأعضاء حيث يتلاءم كل عضو مع وظيفته لأداء عملية التنفس بالشكل المطلوب ، وتشمل مكونات الجهاز التنفسي الآتي:
١ – الأنف (بالإنجليزية: nose): يعتبر الأنف عضوا مثاليا في تنقية الهواء الذي يتنفسه الإنسان فهو مبطن من الداخل بغشاء مخاطي يعمل على تدفئة الهواء ، كما يفرز ماده مخاطية بإستمرار ترطب الأنف وتعمل على تنقية الهواء من الغبار والميكروبات وذلك بمساعدة الشعيرات الموجودة في الأنف.
٢ – البلعوم (بالإنجليزية: Pharynx): يعتبر البلعوم ممراً مشتركاً للهواء والغذاء ، ويقوم لسان المزمار بتنظيم عملية دخول الهواء الى الجهاز التنفسي بإغلاق مجرى الغذاء أثناء التنفس ويغلق مجرى التنفس أثناء عملية بلع الطعام.
٣ – الحنجرة (بالإنجليزية: larynx): يمر الهواء عبر الحنجرة ليصل إلى القصبة الهوائية ، إلا أن أهم وظيفة للحنجرة هي إصدار والقدرة على الكلام لوجود الحبال الصوتية فيها ويحدت الصوت نتيجة لإهتزاز الأحبال الصوتية بسبب إندفاع هواء التنفس بينها مما يجعل الإنسان قادراً على الكلام والتخاطب مع الآخرين من حوله.
٤ – القصبة الهوائية (بالإنجليزية: Trachea): تمتد القصبة الهوائية من نهاية الحنجرة إلى منتصف القفص الصدري بطول يمتد، حوالي 10-12 سم حيث تتفرع بعد ذلك إلى شعبتين هوائيتين ، ويساعد وجود الغشاء الطلائي المخاطي في القصبة الهوائية على ترطيب هواء التنفس وتنقيته مما بقى فيه من غبار وبكتيريا ، كما أن وجود خلايا طلائية مهدبة في القصبة الهوائية يساعد على دفع المخاط وما علق به من شوائب إلى أعلى ، لذلك فهي تساعد الإنسان المريض من التخلص من البلغم والإفرازات التي ينتجها أثناء الكحة.
٥ – الشعبة الهوائية (بالإنجليزيه: bronchus): تتفرع القصبة الهوائية إلى شعبتين هوائيتين حيث تدخل كل شعبة إلى إحدى الرئتين ، وتتفرع كل شعبة إلى تفرعات أصغر في الرئة تسمى الشعيبات الهوائية (بالإنجليزية: bronchioles). ويستمر تفرع الشعيبات إلى شعيبات أصغر فأصغر مكونة ما يسمى بالشجرة الشعيبية في الرئة ، ويخرج من كل شعيبه عدد من القنوات الحويصليه تؤدي كل منها إلى عدد من الأكياس الهوائية ذات الجدران الرقيقة تسمى الحويصلات الهوائية (بالإنجليزية: alveolus). هذه الحويصلات الهوائية هي الوحدة العاملة الرئيسية داخل الرئتين.
٦ – الرئتين (بالإنجليزية: lungs) : تتركب كل رئة من نسيج إسفنجي يتخلله عدد كبير من الشعيبات الغضروفيه والحويصلات الهوائية والأوعية الدموية ، وتقع الرئتان داخل التجويف الصدري ويغطيها غشاء رقيق أملس يسمى الغشاء البلوري ، وتتم عملية تبادل الغازات بداخلهما ، وبذلك عند إدخال الأكسجين إليهما تحدث عملية الشهيق ، وعند خروج ثاني أكسيد الكربون تسمى العملية زفيراً، وهما يشكلان عملية التنفس.